خبراء: عقب تصريحات عقار.. البرهان يتجه لاعلان انتخابات رئاسية لتنصيب نفسه رئيساً
أفاد الخبراء بأن الحكومة العسكرية في بورتسودان تضع خططًا قانونية وسياسية تهدف إلى تنظيم انتخابات من شأنها أن تشرع الوضع الراهن، مما قد يؤدي إلى تعيين قائد الجيش، الجنرال عبدالفتاح البرهان، رئيسًا للبلاد. تأتي هذه الخطوات في إطار سعي الحكومة لتثبيت سلطتها في ظل الظروف الحالية التي تمر بها البلاد، حيث تسعى إلى إيجاد إطار قانوني يضمن إجراء الانتخابات بشكل يتماشى مع مصالحها.
في هذا السياق، أشار نائب رئيس مجلس السيادة، مالك عقار، إلى أن الحكومة تعمل على مراجعة قانون الأحزاب السياسية استعدادًا للمرحلة المقبلة، التي تهدف إلى تنظيم الانتخابات. وأوضح أن هناك 102 حزبًا سياسيًا مسجلاً و122 حزبًا ومنظمة مدنية وحركات مسلحة غير مسجلة في السودان، مما يعكس تنوع المشهد السياسي في البلاد، ولكنه أيضًا يشير إلى التحديات التي قد تواجهها الحكومة في تحقيق توافق سياسي شامل.
من جهة أخرى، حذر الخبراء في تصريحاتهم لـ”إرم نيوز” من أن الخطط التي تضعها حكومة الأمر الواقع في بورتسودان قد تؤدي إلى تقسيم السودان، حيث أن إجراء الانتخابات في الظروف الحالية قد يستبعد أكثر من نصف مساحة البلاد من المشاركة. هذا الأمر يثير القلق بشأن إمكانية تحقيق استقرار سياسي حقيقي في البلاد، ويعكس التحديات الكبيرة التي تواجهها الحكومة في سعيها لتوحيد الصفوف وتحقيق توافق وطني.
ورأى المحلل السياسي، عمار الباقر، أن الإجراءات التي تنوي حكومة الأمر الواقع تنفيذها تأتي ضمن “هندسة المشهد السياسي” لدعم البرهان في صراعه، مشيرًا إلى أن تعديل قانون الأحزاب قد يتزامن مع تغيير الوثيقة الدستورية، التي تم الحديث عنها سابقًا، مؤكدًا أن جميع هذه الخطوات تهدف إلى إيجاد شرعية لحكم البرهان.
وأضاف الباقر أن “هذه الإجراءات، رغم عدم قانونيتها، سيتم فرضها بالقوة ليصبح الأمر واقعًا، إذ يسعى البرهان منذ انقلاب 25 أكتوبر لتثبيت شرعية حكمه”.
وتوقع أن التعديلات في الوثيقة الدستورية ستؤدي إلى تشكيل حكومة انتقالية تحت إشراف الجيش لفترة عامين، مع تمهيد الطريق لإجراء انتخابات في نهايتها، مما سيتيح في النهاية انتخاب البرهان رئيسًا للسودان.
كما أشار الباقر إلى أن “مراجعة قانون الأحزاب ستكون جزءًا من الخطوات الجديدة، وقد تشمل حظر القوى السياسية المعارِضة للحرب من الانخراط في النشاط السياسي، مع إنشاء أحزاب جديدة تدور في فلك البرهان”.
وأوضح أن هذه الترتيبات، إذا أصبحت واقعًا، ستزيد من تعقيد الأوضاع في السودان، نظرًا لأن الانتخابات المخطط لها لن تشمل جميع أراضي السودان، وستجري في أقل من نصف المساحة.
من جانبه، قال الصحفي والمحلل السياسي أبوعبيدة برغوث، إن حكومة البرهان في بورتسودان تسعى لفرض واقع جديد وتبريره من خلال الانتخابات والتحالفات السياسية مع قوى مصنوعة.
وذكر في تصريحه لـ”إرم نيوز” أن هذه الخطة جزء من سياسة حكومة الأمر التي لا تعارض وجود حكومتين أو حتى تقسيم السودان، مشيرًا إلى أن حكومة البرهان تهتم فقط بتأسيس سلطتها على ما يعرف بـ”مثلث حمدي”.
وأضاف برغوث أن “مجموعة بورتسودان تسعى إلى إجراء الانتخابات وتشكيل حكومة ضمن حدود المناطق التي تسيطر عليها، تاركة بقية أجزاء البلاد وكأنها تقول لأهلها افعلوا ما تشاؤون، فقط اتركونا”.
واختتم بالقول: “يسعون لفرض هذا السيناريو وتقسيم السودان، إذ أنهم قد تعبوا من استمرار الحرب ولا يمتلكون القدرة على الاستمرار أو الشجاعة لوقفها، لذا سيهربون إلى الأمام وسيسعون لجعل تقسيم البلاد واقعًا”.
مدونة سودانية - ارم نيوز - حرب السودان