كشف تقرير لوكالة “بلومبيرغ” الأميركية، الثلاثاء، أن الإمارات “ألغت اجتماعات مع مسؤولين بريطانيين، وذلك في ظل الخلاف ين البلدين بشأن الدور المزعوم للإمارات في الحرب الدائرة في السودان”.
ونقل التقرير عن مصدر مطلع، أن الإمارات “ألغت في اللحظات الأخيرة اجتماعات كان مقرر عقدها مع عمدة مدينة لندن، اللورد مايكل ماينيلي، هذا الأسبوع لمناقشة خطط متعلقة بالتمويل الأخضر”.
كما أشارت بلومبيرغ نقلا عن مصدر مطلع آخر، إلى أنه “تم إلغاء دعوة وزير العلوم البريطاني، أندرو غريفيث، إلى الإمارات لمناقشة التعاون في مجال الفضاء”.
وأوضحت الوكالة أن الخلاف جاء “بعدما انضمت بريطانيا إلى الولايات المتحدة في الضغط على الإمارات من أجل وقف دعمها المزعوم لقوات الدعم السريع في السودان”، التي دخلت في حرب مع قوات الجيش منذ أكثر من عام، وتستعد للتحرك نحو مدينة الفاشر بإقليم دارفور غربي البلاد، التي يقطنها أكثر من مليوني شخص.
وكانت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، قد قالت، الإثنين، إن الولايات المتحدة “تناشد جميع الدول، بما في ذلك الإمارات، التوقف عن تقديم الدعم لطرفي الحرب في السودان”، محذرة من أن “أزمة بأبعاد هائلة تتشكل” حاليا.
وأضافت غرينفيلد للصحفيين: “نعلم أن كلا الجانبين يتلقيان الدعم، سواء بالأسلحة أو غيرها، لتعزيز جهودهما لمواصلة تدمير السودان. نعم، تواصلنا في هذا الصدد مع الأطراف، بمن فيهم زملاؤنا من الإمارات”.
“شريكة في الفظائع”.. السودان يتهم بريطانيا بعد ما حدث لـ”جلسة الإمارات”
اتهمت وزارة الخارجية السودانية، الثلاثاء، بريطانيا بتغيير صيغة وطبيعة جلسة المشاورات المغلقة التي عقدها مجلس الأمن الدولي عن السودان الاثنين، وأشارت إلى أن “الجلسة ناقشت الأوضاع السودانية العامة، بعد أن كانت مخصصة لمناقشة شكوى السودان ضد الإمارات”.
وتسببت الحرب الدائرة في السودان، في مقتل نحو 15 ألف شخص، وبات نصف السكان البالغ عددهم قرابة 50 مليون نسمة، في حاجة إلى مساعدات غذائية، بينما نزح نحو 11 مليون شخص داخليا، وتحولت العاصمة الخرطوم إلى أنقاض بسبب الأعمال القتالية، وفق بلومبيرغ.
وقالت بلومبيرغ إن الإمارات لم ترد على الفور على الأسئلة حول إلغاء الاجتماعات مع المسؤولين البريطانيين. كما لم تستجب وزارة الخارجية البريطانية على طلب بالتعليق.
ويتصاعد التوتر منذ أشهر بين الجيش السوداني الذي يتولى السلطة عمليا في البلاد، وبين الإمارات.
ويتهم الجيش أبوظبي بدعم قوات الدعم السريع، في النزاع الذي اندلع في أبريل 2023، وهو ما تنفيه الإمارات.
وكانت صحيفة “تايمز” البريطانية قد نشرت، الأحد، قبل يوم من جلسة مغلقة لمجلس الأمن، أن “الإمارات أوقفت جميع الاجتماعات الوزارية مع بريطانيا مؤقتاً، بسبب غضبها من عدم تحرك المملكة المتحدة إزاء الاتهامات السودانية لها”.
واتهمت وزارة الخارجية السودانية، الثلاثاء، بريطانيا بـ”تغيير صيغة وطبيعة جلسة المشاورات المغلقة التي عقدها مجلس الأمن الدولي عن السودان”، الإثنين، مشيرة إلى أن “الجلسة ناقشت الأوضاع السودانية العامة، بعد أن كانت مخصصة لمناقشة شكوى السودان ضد الإمارات”.
بين غضب الجيش وضغط الإمارات.. لماذا صعّد السودان لهجته ضد بريطانيا؟
بعد شكاوى ومذكرات رسمية، عادت السجالات بين السودان والإمارات إلى أروقة مجلس الأمن الدولي مجددا، بينما اتهم السودان بريطانيا بأنها “غيرت أجندة جلسة مغلقة مخصصة لمناقشة شكواه ضد الإمارات، إلى مناقشة الأوضاع السودانية العامة، وأوضاع مدينة الفاشر”، وفق بيان للخارجية السودانية.
وكان مندوب السودان في الأمم المتحدة، قد بعث خطابا لرئيس مجلس الأمن في 26 أبريل، طالبا عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن لبحث شكوى السودان ضد الإمارات.
وبعد أن وصفها مندوب السودان في الأمم المتحدة بـ”الراعي الإقليمي” لتمرد قوات الدعم السريع، دفعت الإمارات برد رسمي إلى مجلس الأمن الدولي، رفضت فيه ما اعتبرتها “ادعاءات زائفة” عن اتهامها بتغذية الصراع في السودان.
وقال مندوب الإمارات لدى الأمم المتحدة، محمد أبوشهاب، في الرد الذي سلمه لمجلس الأمن، إن “نشر المعلومات المضللة، والروايات الزائفة، بعد مرور عام على الصراع، يرمي إلى التهرب من المسؤولية، وتقويض الجهود الدولية الرامية إلى معالجة الأزمة الإنسانية في السودان”.
وأضاف أن “الإمارات ملتزمة بدعم الحل السلمي للصراع في السودان، وبدعم أية عملية تهدف إلى وضع السودان على المسار السياسي، للتوصل إلى تسوية دائمة، وتحقيق توافق وطني لتشكيل حكومة بقيادة مدنية”.
الراكوبة