دخلت الأزمة السودانية بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يومها الـ60، دمرت خلالها الأراضي السودانية بجانب وقوع عشرات المصابين والقتلى وتدمير المنشآت المدنية وغيرها.
في هذا السياق، قال الدكتور محمد حسب الرسول، الباحث السياسي السوداني، في الحقيقة الأمر يتعلق بتساؤلات مهمة حول قدرة المنصات الإفريقية على المساهمة في معالجة الأزمة السودانية، منوهًا بأن منصة “الإيجاد” قد كلفت رئيس جيبوتي ورئيس جنوب السودان والرئيس الكيني، بالمساهمة في معالجة الأزمة السودانية، والجميع يعلم أن رئيس جنوب السودان سلفا كير لم يستطع معالجة الأزمة الوطنية داخل بلاده التي تعاني من الحرب منذ تشكيلها في العام 2011 وحتى الآن، ولم يتمكن سلفا كير من معالجة الأزمة التي تعرضت لها جنوب السودان ولم يستطع تحقيق السلام والتوافق بينه وبين نائبه، ولا تزال الحرب مستمرة داخل جنوب السودان وتؤثر سلبًا على أبناء الجنوب، فهل يستطيع رئيس جنوب السودان المساهمة في حل الأزمة المجاورة له وهو الذي فشل في تفادي أزمة بلاده؟.
وأضاف حسب الرسول في تصريحات خاصة لـ”الدستور”، السؤال نفسه يطرح حول وجود رصيد أخلاقي يمكن لرئيس دولة كينيا المساهمة في حل أزمة السودان، وهو المعروف بصلته بقادة الدعم السريع وقد ترددت اتهامات بتلقي دعم من تلك القوات المتمردة في حملته الانتخابية التي جاءت به رئيسًا، وهنالك اتهامات بأنه يقيم شراكات اقتصادية مع قادة الدعم السريع، فهل مثل هذا الرئيس مؤهل بما يكفي ليكون وسيطًا في حل ومعالجة الأزمة السودانية، وهو يوالي طرفًا من أطراف الأزمة؟.
وتابع حسب الرسول، “هل يستطيع الاتحاد الإفريقي الذي تحتضنه إثيوبيا وتحتضنه العاصمة أديس أبابا، المساهمة في علاج الأزمة السودانية والذي بقي صامتًا تجاه الأزمة في إثيوبيا لعامين، حيث راح ضحيتها أكثر من مليون مواطن وأخذ عشرة أضعاف هذا الرقم ينزحون ويتوجهون للجوء؟ ولا يزال الاتحاد الإفريقي صامتًا تجاه الأزمة الإثيوبية التي تمردت فيها قوة داخلية وهي قوة تيجراي ضد الدولة المركزية، ولا تدخل إثيوبيا في مفاوضات مع هذه القوات وتفرض عليها الاستسلام وتجريدها من السلاح، ومن ثم دخلت معها في مفاوضات خاصة بالترتيبات الأمنية وخاصة بنزع السلاح وإدماج المسلحين في المجتمع المدني، وهذا هو النموذج الذي قدمته إثيوبيا تحت بصر ونظر ورعاية الاتحاد الإفريقي، ومن خلاله تمت معالجة الأزمة الداخلية في إثيوبيا”.
وتساءل: “لماذا لا يتم تطبيق هذا النموذج في السودان؟ ولماذا تسعى أطراف إقليمية لمعالجة الأزمة وفقًا لوصف غربي أمريكي يريد أن يجعل من قوات الدعم السريع حالة دائمة في المشهد السوداني؟ هذا المرض العضال يجب أن يُزال من جسم الوطن السوداني، ويجب على جميع الأطراف العمل من أجل إتاحة الفرصة للسودانيين لمعالجة أزمتهم الداخلية وفقًا لإرادتهم الوطنية وليس وفقًا لتقديرات ومصالح الأطراف الخارجية التي تسببت في إشعال هذه الحرب الكبيرة”.
وأكد حسب الرسول، أن المواطن السوداني العادي يريد أن يحقق الجيش واحدًا من أهدافه، إمّا القضاء على هذا الجسم السرطاني الذي يهدد الوطن أو استسلام جميع القوات وتجريدها من السلاح وتطبيق النموذج الإثيوبي الذي تم اعتماده بمرأى ومسمع من الاتحاد الإفريقي ومنظمة الإيجاد ومن المجتمع الدولي، مشددًا على أن أى محاولة تدخل خارجي في الأزمة السودانية تعقد هذه الأزمة ولا تسهم في حلها.
شمائل النور: هناك فرصة لوقف الحرب حتى الآن
من جانبها، قالت الإعلامية السودانية شمائل النور، إنه بعد مرور 60 يومًا على حرب الخرطوم ثبت عمليًا أن الحسم العسكري أمر مستحيل، وثبت أيضًا أنه ليس بمقدور أي طرف تحقيق مكاسب جديدة، هذه الفترة من الخراب والدمار الذي لحق بكل متر في هذه الأرض وحصدت مئات الأرواح، هذه الفترة كافية جدًا للطرفين كي يقتنعا أنه لا بد من الحوار الذي يحفظ ما تبقى من البلاد ويحفظ كرامة السودانيين وإنسانيتهم.
وأعربت “النور” في تصريحات خاصة لـ”الدستور”، عن توقعاتها بأن تنتهي العمليات العسكرية قريبًا، لكن المؤكد أن الأزمة لن تنتهي بالقريب، فحجم الخراب كبير جدًا، لافتة إلى أنه في حال أصر الطرفان على مواصلة العمليات العسكرية على محدوديتها وعدم تحقيقها لمكاسب جديدة ليس بعيدًا أن تدخل أطراف دولية في الملعب وحينها يصعب الحل بالتأكيد.
واختتمت “النور” تصريحاتها قائلة “أقول لا تزال هناك فرصة لوقف الحرب حتى الآن وما ينبغي هو أن تتوقف بإرادة داخلية وليس بعصا دولية”.
السودان نيوز.