اليوم شاهدت تسجيل مصور قصير يُظهر مدفع آر بي جي وبنادق قناصة ويُعلن عن تدشين المقاومة الشعبية المسلحة، ويُعلن مساندته للجيش. بالنسبة لي هذه صدفة عجيبة، لأن هذا هو حرفيا الشيء الذي كنت أفكر فيه منذ أن قمت من النوم هذا الصباح؛ مقاومة شعبية مسلحة برشاشات ومدافع آر بي جي تعمل داخل الأحياء وتستهدف المليشيات، ولكني بالاضافة إلى ذلك كنت أفكر: ما دام الجيش لا يريد صرف أسلحة للمواطنين فلماذا لا يوزع لهم قنابل القرنيت على الأقل؟ ستكون فعالة للهجوم على تجمعات المليشيا داخل الأحياء وهي كذلك سلاح فعال ضد الاغتصاب؛ الأمر اختياري طبعا، أي فتاة أو امرأة راغبة في حمل قرنيت لتفجير نفسها في أي جنجويدي يقترب منها يُصرف لها، إن أرادت ذلك. بعد ذلك سيتردد الجنجويدي كثيراً قبل التفكير في مهاجمة أي امرأة. فكرة المقاومة الشعبية فكرة صحيحة وحتمية وهي أسرع طريقة للقضاء على المليشيا داخل الأحياء، وهي قد بدأت بالفعل. وكان الأنسب استنفار المجاهدين والمتطوعين بشكل رسمي للانخراط في هذه المهمة، وعلى قيادة الجيش أن تقوم بذلك بشكل منهجي ومدروس. فإن لم تفعل فإن المقاومة الشعبية المسلحة ستندلع على أية حال، ولكن خارج سيطرة الجيش. لذلك، فالجيش أمامه ثلاثة خيارات. إما (1) الإسراع في إنهاء التمرد وإخراج المليشيا من الأحياء السكنية بنفسه وبشكل عاجل، أو (2) استنفار المتطوعين من المجاهدين والمعاشيين على أن يعملوا داخل الأحياء السكنية ينتشروا بنفس طريقة انتشار المليشيا واستهدافها بشتى الأشكال: بشكل مباشر ونصب الكمائن لها بشكل مخطط ونحو ذلك وبالتنسيق مع استخبارات الجيش، أو (3) في الحالة الثالثة أذا استمر الجيش في حالة البطء والتردد سيفتح المجال بنفسه لقيام مليشيا المقاومة الشعبية وستحارب المليشيا في البداية ثم ستحارب الجيش نفسه ولن يستطيع السيطرة عليها. وستتحقق أسوأ كوابيس الجيش حينها.
حليم عباس