لم نعرف حتي الأن موقع (سقط لقـط) السوداني ولم نهتم. فلماذا؟
إكتفينا بمعرفة أنه مكان بعيد جداً عن مكان تواجدنا أينما كنّا، والذهاب إليه غالباً ما يعبر عنه بالمرقة فنقول [مارقها في سقط لقط] أو فلان مرق بينا في سقط لـقط كما عرفنا أنه موقع غير محدد الإتجاه .. وبرغم ذلك لم يتوقف الناس عن زيارته وبإستمرار، فالذي يسير غرباً يمرقها في سقط لقط والذي يسير شــرقاً يمرقها هناك أيضاً إن عاجلاً أو آجلاً ..
٢. السما الأحمر :
هناك مواقع أخري لا تقل شهرة ولم تنقطع عنها الأرجل جيئة وذهابا برغم مجهولية أماكن تواجدها، مثل ما يعرف ب (السما الأحمر) وهو المكان الذي يتسم الذهاب إليه بالتحديي وقد لاحظ الباحثون وجود علاقـة كبيرة بين الذهاب إلي السماء الأحمر والسفر الي خارج الحدود، فيحتاج السفر عبر الدول إلي "تأشيرة" بينما يحتاج هذا إلي "تكشيرة" والسفر عبر الدول مرتبط ـ بالجواز أما الذهاب إلي السما الأحمر مرتبط بـ [الزواج] فتجد أغلب زوارها من الأزواج: مثل .. "اها مستعجل كده ماشي وين؟
يكون الجواب: .. ماشي السما الأحمر!!
٣. التوج :
فهو موقع سوداني آخر لكنه غير مرغوب إطلاقاً ولا يرتاده الناس إلا مكرهين ومدفوعين إليه دفعاً بغير إرادتهم، فالذاهب إلي التوج لابد أن يكون قد ذهب إليه بفعل فاعل، مكره لا بطل ولم يسجل في تاريخ هذه الأمة -السودانية - إعتراف واحد بالذهاب إلي التوج رجالة حمرا، إلا أن الناس تشهد وتسمع بإستمرار كلمات الوعيد والتهديد بالإرسال إلي التوج:
والله أضربك كدا أوديك التوج أو والله إنت تباري لي الزول دا لمن يوديك التوج. والغريب أننا نفهم أن كلمة التوج في اللغة العربية تعادل القمة والمكان العالي، وأنها من جنس كلمتي التتويج او التاج .. بعكس ما يدل عليه التوج السوداني.
٤. بلدا طيرها عجمي :
إنه المكان الذي يصله الناس بغيرما تخطيط، وغالباً ما تقودنا إليه الصدفة، فبدلاً عن أن نصل إلي وجهه محددة منشودة كثيراً ما نجد أنفسنا وقد مرقناها في بلـداً طيرها عجمي.
وقاموس ثقافتنا السودانية زاخر بأماكن ومواقع سميناها نحن وأجدادنا ما أسكن الله بها من إنـسان ولا جان، فكل ما في الأمر أننا شعب مبدع في الحكاوي ورواية القصص وحكاوينا وقصصنا تحلو وتكون في قمة روعتها عندما نجملها ببعض صيغ المبالغة التي ننسجها خياليا لتتسق مع المواقف والأماكن مما يضفي بعدا جماليا رائعا . . فـ(سقط لقط) تكون للمبالغة في البعد و(طيرها عجمي) للمبالغة في الغـرابة